مدينة عفك و تلفظ باللهجة المحلية عفچ هي مركز قضاء عفك التابع لمحافظة القادسية (الديوانية)الواقعة في اقليم الفرات الأوسط من العراق او جنوب وسط العراق. وتبعد عن مدينة الديوانية حوالي 25 شمال شرق، وعن بغداد العاصمة بحوالي 170 كم جنوبا.
يقدر عمر المدينة الحالية باسمها المعروف الآن بحوالي 300 سنة. وقد اخذت التسمية عن أول من بنى بيتا فيها واستوطنها وهو (محمد العفاك) الذي قدم هاربا من اقاربه في جنوب العراق (تحديدا الناصرية) حيث قتل احدهم بطريق الخطأ. وحادثة القتل مرتبطة بميزات هذا الشخص واسمه الذي اكتسبه وفقا لها كما اورد ذلك الحاج صلال الموح أحد رجال ثورة العشرين وعضو مجلس الاعيان العراقي في العهد الملكي واحد ابرز رجالات المنطقة وقتها. (راجع مذكرات الحاج صلال الموح، الذي صدر عن سلسلة رجالات ثورة العشرين العراقية في بغداد في ثمانينات القرن الماضي).
وقد سمي العفاك لان لديه قابلية فائقة في المصارعة، حيث يقوم بحركة خاطفة يلوي فيها ذراع خصمه فيطرحه ارضا وبمهارة. ونتيجة لاحد هذه النزالات التي كانت تجرى ولو على سبيل المزاح طرح خصمه واحد أبناء عمومته ارضا فتوفي هذا في الحال، وقد هرب وكان وقتها شابا يافعا، لجا إلى اخواله في المنطقة قرب بلدة الديوانية ثم أمن له مكانا في منطقة الهور التي سميت باسمه ايضا (هور عفك)، حيث بنى اولا كوخا في الهور واصبح بيتا ثم قرية صغيرة، سميت اولا العفاك او (العفاج) وحرفت لاحقا إلى (عفج ) او عفك، التي استتوطنتها قبائل عديدة لعل ابرزها سلالة واقرباء هذا الشخص وهم ينحدرون من قبيلة شمر العربية الكبيرة. ثم توسعت المنطقة لتصبح بلدة ومدينة مركز ناحية فقضاء.
وقد كانت إلى وقت قريب محاطة من بعض جوانبها بالهور او المسطحات المائية. وهو ما جعلها ايضا منفى وملاذا لبعض الشخصيات المعارضة في ازمنة العهود السابقة للدولة العثمانية والاحتلال البريطاني والعهد الملكي والعهود اللاحقة او الهاربين بدواعي قبلية او اجتماعية متعددة.
ووفقا لهذا تضم المدينة في كنفها نسيجا اجتماعيا متنوعا من بيوتات متعددة الانتماءات العربية كما ان هناك بعض الاسر الكردية التي سكنت المنطقة منذ فترة طويلة واندمجت مع اهلها.
التسمية اتسعت لتشمل (جزيرة عفك) وهي المنطقة شبه الصحراوية التي تمتد من شرق المدينة بحوالي من 20-50 كم) باتجاه قضاء الحي و هور الدلمج وحدود محافظة ذي قار. وهي منطقة يصعب السفر فيها وتتطلب اياما عدة في السنين الماضية حتى تم شق طريق معبد في بداية ثمانينات القرن العشرين يصل الفرات الأوسط بجنوب شرق العراق. وقد كانت لهذا الطريق ضرورة استراتيجية خلال الحرب العراقية الإيرانية. وقد خدم هذا الطريق زوار العتبات الدينية الاسلامية الشيعية في النجف وكربلاء والكوفة الذي يقدمون من ضواحي الكوت الجنوبية والعمارة وتوبع الناصرية الشمالية والغربية.
كان لابناء عفك دور كبير في قيادة التمرد على الحكومة المركزية في ولاية بغداد ايام العهد العثماني وكذا ايام الاستعمار البريطاني، وقد ورد ذكر كثيرا في كتاب (ستيفن همسلي لونغريك: اربعة قرون من تاريخ العراق الحديث، ترجمه جعفر خياط)، كما ذكر ايضا في اعمال (الدكتور علي الوردي: لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث). وقد واصل أبناء المدينة هذا النفس في محاربة نظام صدام حسين ال ديكتاتوري ال شمولي من خلال المظاهرة الجريئة التي سبقت الانتفاضة وذلك في ليلة 28 شباط فبراير، ويوم سقوط المدينة بيد المعارضة في 8 آذار - مارس 1991.
يتبع لعفك من الناحية الادارية نواحي: الدغارة، آل بدير، سومر. وأهم القرى فيها هي: الفوارة، الخيط، الورش، جليحة، نفر، الدرعية، المعمل.
اما أهم احيائها ومحلاتها: السراي ، الزوية، العقبة، العسكري، الحي الصناعي، حي دايان، العمران، العبود، العاصي، الشرطة، الشركة، المنصورية.
واهم مدارسها الابتدائية:
مدرسة عفك الابتدائية اسست عام 1921، مدرسة نفر للبنات اسست عام 1932، الزوراء (1968)، النبراس (1958)، سيف سعد، مدينة المدن، الشروق، زين القوس، الحسين، اكد، الجولان، 11 آذار، المتنبي وغيرها.
اما الثانوية والمهنية فهي:
ثانوية عفك (1952)، ثانوية خديجة للبنات (1962)، متوسطة بابل، متوسطة زينب للبنات، ثانوية صناعة الفارس .
وتوجد فيها بعض المعامل والمصانع وهي:
معمل الطابوق الواقع على مسافة 2 كم شمال غرب المدينة، ويميزه برجه المرتفع لحوالي 50 مترا، ومعمل للحياكة اليدوية يختص بحياكة السجاد والبسط الصوفية التي تشتهر بها المنطقة، كما يوجد في المدينة معمل للاسفلت، ومعمل للثلج، ومخابز للمعجنات والصمون والخبز.
أهم معالمها الطبيعية:
نهر عفك الذي يوصل نهر الدغارة المتفرع من نهر الفرات إلى ناحية البدير.
بساتين شط حسين التي تقع إلى الجنوب من المدينة على امتداد نهر عفك وهي بساتين كثيفة وغناء باشجار النخيل والرمان والعنب وغيرها من الفاكهة والخضار.
بستان سيد حسن ويقع إلى الجنوب من المدينة وعلى امتداد نهرها الرئيسي. ويشكل مع النهر والطريق المرصوف والمعبد كورنيش جميل وقد كان ولا زال متنزها ومتنفسا لابناء المدينة.
ومن المعالم الأخرى الغابات التي تقع إلى الشمال الشرقي من المدينة بالقرب من آثار نفر، وهي مشروع لحزام اخضر كانت قد نفذتها مديرية الزراعة والغابات في المنطقة في منتصف السبعينات وتتضمن غابات من أشجار الزيتون وأشجار دائمة الخضرة وهذه المنطقة إذا ما تم الاعتناء بها فإنها تصلح أن تكون محمية طبيعية حيث تتواجد فيها بعض الحيوانات الضارية مثل الضباع والخنازير البرية والذئاب وغيرها وتقع هذه الغابات بمحاذاة المنطقة البرية الواصلة إلى النهر الثالث وهي غير مأهولة. يقارب عدد سكان المدينة ال 30 ألف نسمة. يوجد لمدينة عفك موقعا مؤقتا على شبكة الانترنت أقامه أبناؤها ويعرف بها وهو :